أما ارسطاطاليس فقد قال :- إذا تقادحت جواهر النفوس المتعاطفة بوصل المؤانسة أحدثت التحام نور ساطع في عال العلو لتستضيء به جواهر النفوس المتعاطفة . فيقهر من إشراقه طبائع الحياة فيحدث من ذلك الالتحام نور ساطع بذاتها وطبيعتها يسمي ودا – نستخلص من ذلك ان العشق هو تجاوز الحد في المحبة وإنه شره وإذا كان كذلك فليس هو طبيعيا بل عرضي وخاصة لمن هو شيق في النفس . كثيرون تحدثوا عن العشق ولكن كان تماما كالبحر إن لم يكن مهجورا فهو فاسد لا محالة – لان في زمننا هذا المهجور هو البحر المعمور وهو المستور وهو الرزق الموفور – أما البحر الذي دنسته الأقدام ونزلت بشاطئه الآثام فذلك بحر مقهور ورزقه مأسور وكله أصبح كالبور - ... ومن عشق البحر اخذت العشق لأعرف حقيقته - رد هاجس في داخلي سمه ما شئت ولكنه قال :- ان العشق مرض اختلف فيه الناس بعضهم يقول يختص بالنفس الناطقة وهو فساد التخيل والفكر وبعضهم يقول يختص بالنفس البهيمية وهو مرض تتعرض له النفس من افراط الشهوة ومنهم من جمع الامرين ووفق بين الروحانية والجسمانية , واعتبروا الجسمانية حديد والروحانية مغنطيس .. فقد قال مسقسار الهندى :- العشق ارتياح يجول في الفكر ويخالط الروح فلكي تفتحه النجوم بقدر مطالع أشعتها . وتولده النفوس بوصل إشكالها وتعلمه الأوهام بلطف خواطرها وهو مع ذلك جلاء للعقول وصفاء للأذهان ما لم يفرط فيه فإذا أفرط فيه صار سقما قاتلا لا تنجع فيه الحيل ولا تنفذ فيه الآراء والعلاج منه زيادة فيه