ما أجمل الإنسان حينما يكون شمعة مضيئة
نغفو على إيقاعات الحياة التي لامفر من طقوسها المتعطشة لبوح اللحظات الحالمة تُباغتنا بكل فضول وتتسلل من بين أصابع الوعود المكتنزة بمشاعر اللهفة نخاف أن تسلبنا أحلامنا الوردية وترمينا في سراديب لياليها فلا مجال للهروب نخاف من اللقاء صدفة مع عيون تدخلنا في حلم تتقمص أدوار العشق وتعزف على لحن الغرام المزيف فتنتظر في طوق النجاة وميض أمل لاكتشاف الحقيقة فتفتح أعيننا على واقع لانُريده فما أصعب أن نفني عُمرنا في طريق من نحب وهو يتفنن في إغلاق أبواب قلبه وينشغل عنا ونخسر من لم يكن في حسباننا خُسرانه ونخاف أن تمنحنا أحاسيسنا الخاطئة هالة الفرح فنصحو من صرخة الألم كصفعة على وجه أحلامنا ونجمع أشتات انكساراتنا ونخاف أن نعانق ونحتضن في ليل سرمدي لمتسول ليس له عنوان في قلوبنا ولم نفتح له أبواب الشوق يوماً ومن يحببنا لانلتفت إليه ونشطب اسمه من قواميس ذكرياتنا فيرتحل من دون شراع ويجف الحبر وتنتحر الكلمات فيموت الحب فأين من نراه ملاكاً وننتظره في ربيع عمرنا عند لقائه عندما تتصادم الرؤى مع الأحلام وتتجاذب النفس أطراف المحبة موجات القلوب وتهفو إلى مايسمى في قواميس اللغة سعادة بكل صدق وعزيمة جامحة تدق طبول الفرحة التي تُخالطها أبواق التفاؤل وأجراس السماحة بإيقاع حلم هادئ تضبطه أنات المشاعر في أعماق الحياة القادمة ومن هنا سوف تدق أجراس الفرح ميلادها بعبارات صاغتها توائم البهجة والسرور يعيش كل منا حياته في دوامة في العالم الغريب بحثاً عن لُقمة العيش نعمل ونكافح حتى نأكل ونشرب وبهذا قد نجحنا في جانب من الحياة ونسينا جوانب أخرى في زحمة الشغل نسينا أن هناك ابتسامة ينتظرها مريض وفقير من قريب أو بعيد ينتظر وقوفك إلى جانبه ولو بكلمة معروف، إن ابتسامة رقيقه في وجه أخيك كفيلة والله بنفض غبار الرتابة والملل عن حياتنا العقيمة والأهم من ذلك حياة أحبائنا أبنائنا وبناتنا الذين يعيشون معنا هل أعطيناهم من الوقت مايكفي هل أعطيناهم الابتسامة ومن الحنان مايكفي هل جلسنا معهم وحاورناهم وعرفنا همومهم وما يقلق حياتهم ومسيرتهم العلمية والنفسية هل حققنا لهم التربية السليمة أم أن الموضوع تُرك للسائق والخادمة هل عدلنا بينهم هذا الجانب أهم فما أجمل المرء حينما يكون شمعةً مضيئة للآخرين علمنا ديننا الحنيف الشيء الكثير من الأخلاق والرحمة والتراحم والتواصل لكسب ثقة الآخرين علمتنا الحياة أن السعادة تبدأ بالابتسامة علمتنا الحياة أن العمى ليس فقدان البصر وإنما فقدان الأمل علمنا القرآن الكريم كيف أن غيرة الشيطان أخرجت أبونا أدم وأمنا حواء عليهما السلام من الجنة علمتنا الحياة أن مع الوقت والصبر تصبح ورقة التوت حريراً علمتنا انك تستطيع أن ترسم زهرة ولكن من أين تأتي بالراحة ،الإيمان يذهب الهموم ويزيل الغموم وهو قُرة عين الموحدين وسلوة العابدين البسمة هي السحر وهي عربون المحبة علمتنا الحياة أن نعمل لكسب الرزق الحلال من غير قلق فالقناعة كنز لا يفنى الرزق والحياة والموت شقي أو سعيد هي قد كتبت لنا من الله مع أول صرخة لنا في هذه الحياة عند ولادتنا ونحن في بطون أمهاتنا وهي تجري بمقدور الله فإذا أدركنا كل ذلك بقناعة فتلك هي الحياة السعيدة جعلنا وإياكم من السعداء دنيا وآخرة