انتخبناه ولو سلح
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007***********
خطب رجل من بني كلاب امرأة ، فقالت أمها : دعني حتى أسأل عنك ، فانصرف الرجل ، فسأل عن أكرم الحي عليها ، فدُلَ على شيخ منهم كان يحسن التوسط في الأمر، فأتاه يسأله أن يحسن التوسط في الأمر ، وأن يحسن عليه الثناء ...!!1
ثم أن العجوز غدت عليه فسألته عن الرجل فقال : أنا أعْرَف الناس به ، قالت : فكيف لسانه ؟؟ قال : سيد قومه وخطيبهم ، قالت : كيف شجاعته ؟؟ قال : منيع الجار ، وحامي الذمار . قالت سماحته ؟؟ قال : ملجأ القوم وربيعهم ، وأقبل الفتى ، فقال الشيخ : ما أحسن والله ما أقبل ، ما انثنى ولا انحنى ، ودنا الفتى فسلّم ، فقال : ما أحسن والله ما سلم ، ما فار ولا ثار ، ثم جلس ، فقال : ما أحسن والله ما جلس ، ما دنا ولا نأى ، وذهب ليتحرك فضرط ( أجلكم الله ، ولكن هذا مربط الفرس في الحكاية) ، فقال الشيخ : ما أحسن ما ضرط ، ما أطنها ولا أغنّها ، ولا بربرها ولا قرقرها ، ونهض الفتى فقال : ما أحسن والله ما نهض ، ما أرقد ولا قارب الخطو ، فقالت العجوز : حسبك يا هذا ، وجّه إليه من يرده ، فلو سلح في ثيابه لزوجناه .. ( أي لو تغوط)..!!
حكاية كما أسلفنا مستوحاة من التراث العربي ، قرأتها في كتاب ما ، وضحكت أول وهلة .. وقد نضحك جميعا عندما نقرأها،أو هكذا حكاية، مع اعتراض البعض على استعمال الضراط والسلح ، وهو الأسم الراقي الفصيح للتغوط والتبرز وما يدور في هذا الفلك ...!!!
وما استوقفنا هو موقف الشيخ المنافق الذي يحسن الثناء .. هكذا قالوا عنه ..!!!
والذي نجح بإقناع أم الفتاة بقبول الفتى عريسا لأبنتها...حتى ولو سلح وهذا أقصى السوء الذي قد يبدر من هكذا فتى ..!!!
أما السبب فهو الدعاية الناجحة التي استعملها الشيخ المنافق ، الذي لم يحسب يوم لقاء الله ، وسؤاله عما ارتكب من حديث كان قد قبض ثمنه ، ولو أنه لم يقل ذلك ، أو لم ينقل الراوي عنه ذلك ، ولكن المسألة تقرأ من بين سطور الحكاية ..!!!
وهي نفس الدعاية التي توهم الناس كذبا ونفاقا لتوصيل الرجل غير المناسب إلى المكان المناسب ، وهي التي توصل نوابا إلى البرلمان لا يستحقون ، فينحدر التشريع إلى الحضيض ، ولو أن هذا الحديث في الأردن غير جاري ، إذ مبدأ الناس على مبدأ بني حنيفة : (كذاب بني حنيفة ولا صادق بني هاشم) عندما اتبعوا مسيلمة الكذاب ، وهم يعرفون كذبه ، وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يتبعوا مسيلمة إلا لأنه من بني حنيفة ، ومثل إبليس الذي عصى الله كِبرا وحسدا لآدم بدعوى أنه خير منه ، وتناسى أنه يجادل رب العزة الذي هو أعلم بمن هو أفضل ، وإن لله عز وجل حكمة ، أراد إبليس القفز عنها ، فوقعت عليه اللعنة الأبدية إلى يوم القيامة ...!!!
وقد صنع شيخ السوء المنافق من شاب (ضارط) آية في الحسن والجمال والفهم ،وهو لا يساوي قلامة أظفر ، أو (ملا ذانه بزاقه) بالتعبير الشعبي ، وكان لضرطته صدى جميل .. فهو (ما أطنها ولا أغنّها) ، والطن والغنة من جماليات الصوت ، قد يستعملها موسيقار في وصف صوت جميل أذهله من فرط الإعجاب ..!!
ولا بربرها ولا قرقرها .. والبربره هي صوت الطنجره عندما يغلي فيها الطبيخ ، والقرقرة صوت الأمعاء وهذه الصفات تصادف من يضرط ولا يجد من يحسن الثناء على ضرطته ...!! فهي ضرطة عادية ليس لها صدى ولا نغم ، أما ضرطة ذلك المرشح للزواج (أو للبرلمان) فهي نادرة من نوعها ...إنها أشبه بالأنتيكة التاريخية ....!!!!!!
أرأيتم الذين يتباشرون بالاحتلال وقد أسموه بالتحالف ...!!!
الاستعمار الذي جاء من وراء البحار ليبسط ظلال الموت ، وهو يسرق حضارة البلد وثرواتها حرية إنسانها وقهره قهر السادة للعبيد ...تحت ستار الحرية الزائفة ، فهو يمشي على البساط الملوكي الأحمر ، ولكن من دم الشعب الذي جاء من أجل حريته ، وهو لا يُرَوِّع ولا يقتل ، ولا يؤذي ولا يخدش ، فهو رسول سلام أتى بالحمامة وغصن الزيتون من كل بلاد الغرب بالتحالف المريب ، وكان أول ما سرق ، سرق الحضارة ، وتاريخ السبي لسادتهم حيث نجد أصابعهم وراء أي كارثة تحدث على البسيطة ...!!!
التحالف الذي جاء بعضه من وراء بحر قريب ، وبعضه من وراء بحر الظلمات ، ومن وراء البحور السبعة ، لأن شراينهم لا تنبض إلا بالنفط العربي والدم العربي ، ولأنهم يحقدون على النبي العربي وعلى أمته ويلصقون بهم كل جريمة ومأساة ...!!!
الاستعمار الحليف الجديد الذي لم يغمس يديه إلا في دماء القتلة وأبناء القتلة ، ولأننا جميعا كذلك ، فقد جربوا كل أنواع أدوات القتل التي امتازوا بصناعتها وبقوتها التدميرية الهائلة ، وكل طفل قتل أو لم يُقتل فهو مشروع قتل ، وإنما تحالفوا مع الشيطان ليقتلوه ...!!!
هذا التحالف الشهم الرائع ما جاء إلى بلادنا إلا لننعم تحت ظلاله الوارفة بالأمن والحب والسلام ، وهناك من يروج له ترويج الشيخ للشاب الضارط ، فما أحسن والله ما أقبل ... فأقبل الخير معه والسعد ، وما أحسن والله ما سلم ... فهو لم يرمنا بالقنابل والصواريخ ، إنما رمانا بورد الفلانتاين ومجسمات رأس القلب، وقنابله وأمهات قنابله إنما رماها على أعداء الحرية والسلام ونحن لسنا منهم ولله الحمد ..!!
نعم يحيا التحالف ويسقط الاستعمار والاحتلال ، وسوف نرَوِّج لضرطاته المنكرة التي تصب الحميم على رؤوسنا ... تطن وتغن وتقرقر وتبربر ..وطبول المدّاحين تضرب بفرح مبشرة بهذا الفتح ... حتى لو سلحت علينا ...!!!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]