وعشقه أصحاب القصائد في شتي المعاني – فقد صار البحر اليوم مكانا للنفايات والقذرات ويحمل كل خطايا الناس لم تعد أصدافه ولا أسماكه آمنة من يد العابثين نسماته لا تحمل عبير الراحة ولكنها نتنة فواحة بفعل حليفه الإنسان . وفي خضم هذا التجانس بين البحر والإنسان صار الاثنان بنفس المواصفات . رغم هذا لازلت اعشق البحر والإنسان والنهر واليم – ففي داخلي يم ونابع من نفسي نهر وأنا بحر – هكذا سولت لي نفسي – ولهذا أصبحت ابحث عن المعشوق الذى آلفته كلمتي وتدفقت به مشاعري - عشقت البحر في ألوانه في أمواجه في سكونه في حركته في ظلماته - في تدافع الامواج والزبد في مرجانه في نباتاته والوانها الزاهيه – البحر الذى كان في قصائد الشعراء عمقا وفي لغة الأدب أمثالا . هكذا عشقت البحر .. وهكذا كنت أحسب البحر !جرتني اقدامي الي شاطيء البحر المهجور الذى لم تدنس رماله اقدام البشر - نظرت في اعماقي فأختلفت نظرتي للبحر وشاهدت حقيقة البحر التي لم تبصرها عيون البشر . قلت اعشق البحر .. ومن عشق البحر اخذت العشق لأعرف حقيقته - رد هاجس في داخلي سمه ما شئت ولكنه قال :- ان العشق مرض اختلف فيه الناس بعضهم يقول يختص بالنفس الناطقة وهو فساد التخيل والفكر وبعضهم يقول يختص بالنفس البهيمية وهو مرض تتعرض له النفس من افراط الشهوة ومنهم من جمع الامرين ووفق بين الروحانية والجسمانية , واعتبروا الجسمانية حديد والروحانية مغنطيس .. فقد قال مسقسار الهندى :- العشق ارتياح يجول في الفكر ويخالط الروح فلكي تفتحه النجوم بقدر مطالع أشعتها . وتولده النفوس بوصل إشكالها وتعلمه الأوهام بلطف خواطرها وهو مع ذلك جلاء للعقول وصفاء للأذهان ما لم يفرط فيه فإذا أفرط فيه صار سقما قاتلا لا تنجع فيه الحيل ولا تنفذ فيه الآراء والعلاج منه زيادة فيه