ا شك في أن جوزيه مورينيو يعرف كل ما يحتاجه للتفوق دائما على بايرن ميونيخ في ألعاب الذكاء.
وعندما كان المدرب البرتغالي مديرا فنيا لنادي تشيلسي الإنجليزي كان يقضي
عقوبة الاستبعاد من الملعب ولكنه مع ذلك تمكن بطريقة ما من توصيل رسائله
التي تحمل توجيهاته إلى لاعبيه ليفوزوا على بايرن ويخرجونه من منافسات
بطولة دوري أبطال أوروبا.
والآن بعد مرور خمسة أعوام ، يواجه مورينيو من جديد فريق بايرن ميونيخ
ولكن بوصفه مدربا لنادي إنتر ميلان الإيطالي عندما يلتقي الفريقان في
نهائي البطولة الأوروبية نفسها في مدريد. وهذه المرة لن يغيب مورينيو عن
مقعده بالملعب والذي سيكون قريبا من مقعد مدرب النادي الألماني لويس فان
جال.
ولم يتمكن مورينيو طوال فترة تدريبه لتشيلسي من قيادة النادي الإنجليزي
إلى نهائي دوري الأبطال ولكنه الآن يمكنه أن يصبح ثالث مدرب فقط في تاريخ
أبرز بطولة أوروبية للأندية يحرز لقبها مع ناديين مختلفين ، شأنه في ذلك
شأن فان جال نفسه.
وسبق لفان جال الفوز بدوري الأبطال عندما كان مدربا لأياكس الهولندي عام
1995 وبعدها بتسعة أعوام فاز مورينيو باللقب مع بورتو البرتغالي.
وفي يوم 22 أيار/مايو الجاري سينضم أحد هذين المدربين إلى إرنست هابيل (مع
ناديي فينورد الهولندي وهامبورج الألماني) وأوتمار هيتسفيلد (مع بوروسيا
دورتموند وبايرن ميونيخ الألمانيين) كثالث مدرب يفوز بدوري الأبطال مع
ناديين مختلفين.
وبالنسبة لكل من مورينيو وفان جال ستكون المواجهة بينهما في نهائي دوري
الأبطال بملعب "استاديو بيرنابيو" بمثابة لقاء بين تلميذ سابق وأستاذه.
فقد عمل مورينيو مترجما لفان جال ثم مساعدا له عندما تولى المدرب الهولندي تدريب برشلونة الأسباني خلفا لبوبي روبسون عام 1997 .
وقال مدرب بايرن ميونيخ الذي تحقق أمله بمواجهة إنتر ميلان ، بدلا من
برشلونة ، في نهائي دوري الأبطال : "إنها فرصة لمقابلة صديق ، وربما نقدم
مؤتمرا صحفيا مشتركا".
وأضاف قبل تأهل إنتر للنهائي متفوقا 3/2 على برشلونة في مجموع لقائي
الذهاب والعودة بالدور قبل النهائي لدوري الأبطال : "إن برشلونة هو أفضل
فريق في العالم برأيي وستكون فرصتنا أفضل أمام إنتر لأنه ليس فريقا هجوميا
بقدر برشلونة".
ويعتبر فان جال هو العقل المدبر لصحوة بايرن هذا الموسم والذي يسعى ، مثل
إنتر ، لتحقيق إنجاز ثلاثي بالفوز بلقبي الدوري والكأس المحليين إلى جانب
لقب دوري الأبطال.
وكان مورينيو الذي يعتقد أنه أغلى مدرب في العالم بوصول راتبه السنوي إلى
5ر9 مليون يورو قد تلقى إشادة كبيرة في إيطاليا بعدما نجح في قيادة إنتر
إلى أول نهائي أوروبي له منذ عام 1972 .
وأحرز إنتر طوال تاريخه لقب بطل أوروبا مرتين في عامي 1964 و1965 ، وقبل
مجيء مورينيو إلى نادي انتر ميلان حاول 28 مدربا آخرا دون جدوى قيادة إنتر
إلى المجد الأوروبي بعد مدرب الفريق العملاق في الستينات هيلينيو هيريرا.
وعادة ما كان افتقاد إنتر للإنجازات الأوروبية يقارن بنجاح جاره وخصمه
اللدود آيه سي ميلان على الساحة القارية والذي أحرز لقب دوري الأبطال سبع
مرات ، مما يثير استياء ماسيمو موراتي رئيس إنتر.
وبعد اجتياز برشلونة وصف موراتي الذي كان في العشرين من عمره عندما أحرز
إنتر لقبه الأوروبي الثاني مورينيو بأنه "ظاهرة استثنائية" مقارنا المدرب
البرتغالي بالأرجنتيني الراحل هيريرا.
ومع ذلك سيظل لدى مورينيو كل الأسباب ليقلق من بايرن في نهائي أوروبا الذي
لن يكون أي من طرفيه مرشحا أكثر من الآخر للفوز فيه ولن يعرف حتى نهايته
من سيتفوق على الآخر التلميذ أم الأستاذ.