لحقت
“التانجو” بصديقتها اللدود “السامبا” وغادرتا جنوب أفريقيا في أسخن 48 ساعة شهدها
مونديال 2010.
وما بين خسارة البرازيل أمام فريق أوروبي هو هولندا وخسارة
الأرجنتين أمام فريق أوروبي آخر هو ألمانيا، تحولت كرة أميركا الجنوبية من مرحلة
الأحلام إلى الكوابيس.
ومن شاهد البرازيل في الشوط الثاني أمام هولندا ومن
تابع الأرجنتين طوال فترات مباراتها مع ألمانيا لا يمكن أن يتصور أن هذين المنتخبين
كانا مرشحين لأداء دور البطولة في المونديال، حيث سجلت البرازيل تراجعاً كبيراً
أمام هولندا وتعرضت الأرجنتين لسقوط مروع أمام ألمانيا التي سجلت فوزاً تاريخياً
وبرباعية نظيفة، لتمارس هوايتها في إسقاط الأرجنتين من الطابق الثامن للمونديال
للمرة الثانية على التوالي.
ولولا احترام الألمان لمنتخب الأرجنتين لسجلوا
مزيداً من الأهداف لكنهم طبّقوا قاعدة “ارحموا عزيز قوم ذل”!
وبقدر ما كانت
المباراة شهادة تفوق لشباب منتخب ألمانيا بقدر ما كانت درساً لا يُنسى للمدرب
“المغرور” مارادونا الذي وعد بالفوز بسبع مباريات في المونديال، لكنه غادر من
المباراة الخامسة، كما أن المباراة لم تخدم ليونيل ميسي الذي ودّع البطولة دون أن
يسجل هدفاً واحداً، وهو ما لا يتوازى مع قيمته كأحسن لاعب في العالم.
إذا
كانت البطولة قد شهدت أمس نهاية مشوار “التانجو” الأرجنتيني، فإنها سجلت أيضاً
نهاية مهمة “المانجو” الغاني بعد مباراة “صدمت” كل الأفارقة بتقلباتها المثيرة في
الدقيقة 120 عندما أبعد سواريز مهاجم أوروجواي الكرة بيده ليمنع هدفاً محققاً،
ليطرده الحكم ويحتسب ركلة جزاء، كانت كفيلة لو سجلها “جيان أسامواه” بتحقيق غانا
إنجازاً أفريقياً تاريخياً بالصعود لنصف النهائي، لكنه أخفق في تسديدها، ليحتكم
الفريقان لركلات الترجيح التي أدارت ظهرها لمنتخب غانا وانحازت لأوروجواي، ليتحول
سواريز من متهم إلى بطل.. ويتحول جيان من بطل إلى متهم بإخراج منتخب بلاده من كأس
العالم، وليصبح سواريز هو صاحب “أجمل” حالة طرد في تاريخ كأس
العالم!
بانتهاء مباريات دور الثمانية خرج منتخب البرازيل “الأصلي” ومن قبله
غادر منتخب البرتغال “برازيل أوروبا”، ثم غادر منتخب غانا “برازيل أفريقيا”، وبدلاً
من أن يكون اسم “البرازيل” هو العلامة الفارقة في كل قارات العالم، أصبح “لعنة”
تطارد أي منتخب يحمل هذا الاسم.
صديقي العزيز أحسن صنعاً عندما قرر مبكراً
عدم الاستمرار في لعبة المراهنات على نتائج المباريات، ولو واصل مشواره حتى النهاية
لأعلن إفلاسه في نفس لحظة إعلان هوية بطل المونديال.