وعلي شاطيء البحر المهجور تأملت كلماته وتأملت نفائس لؤلؤه فكانت صافيه وأسماكه كانت أمانه ورماله كانت خاليه من العيوب والكروب - شاهدت تلاطم شعاع الشمس وخيوطها الذهبية مع زرقة الماء فكانت تبعث الدفء .. أردت مناجاة هذا المعشوق الذى اختلفت فيه الآراء وتشابكت فيه الكلمات – خاطبت المد والجزر وحاكيت الهدؤ في أعماقه خطر ببالي بحرا أخر يعتقد انه مهجور ويعاني عزلة الناس وآلألام في أعماقه – انه البحر الذى كان مدادا لكلمات ربي – انه البحر الفنان البحر الشاعر – انه البحر الذي يحمل الدر في أحشائه – ومع هذا هو البحر المهجور – فقلت له – يا بحرنا المهجور – لقد تخلصت من الظلم والجور – وتباعدت عن الدنس والخداع – لقد تخلصت من قذرات الناس وأكاذيبهم – وخيانتهم – ورغم انك المهجور إلا أن الحاقدون لم يتركوك لهجرك بل وقفوا بينك وبين عطايا ربك لك .أيها البحر المهجور – انك ترى في الهجر مذمة – وارى فيه الطبيب – تنظر للهجر هجرا وكأنك تعتقد ان الهجر عيب – لا والله في زماننا هذا الهجر هو خلوة المتصوف وخلو ذاته لاستقبال ذات الله – الهجر في زماننا زهدا في حياة الترف والأنانية والنميمة – الهجر في زماننا حسنة بل وألف حسنه – الهجر في زماننا بعدا عن الأذى –