فيا بحرنا المهجور كم تمنينا ان نكون مثلك كم تمنينا ان تحملنا أمواجك الي رب الكون الي حياة الأبد الازليه – انك أيها البحر المهجور – ستبقي محافظا علي الآدمية التي تخلت عنها كل البشرية ستبقي حاملا لطبيعة الانسانيه الحقيقية لا المصلحيه – ستبقي بعيدا عن نفايات الناس وعن قوارب الصيادين وعن خطايا البشر اجمعن - أيها البحر المهجور – ابتعد عن الجور – وكن معمور بذاتك بلوحاتك بكتاباتك – فأنت علي الصراط المستقيم – هكذا نظرت الي زرقة ماء البحر المهجور – فيا كل مد وجزر أنت الأمل في هذا البحر المهجور - ولذلك كان عشقنا للبحر في زمن تساوت فيه القيم والأخلاق والرذيلة – لذلك اى بحر أنت اى كائن أنت اى عظيم أنت – انك لاشك تواصلت مسيرتك وزاد حبك وعشقك لأنك مهجور – أشرقت الشمس بنور ربها – وأنا والبحر المهجور في لقاء – في صفاء – في عز ورخاء – وقلت ان هذا الشاطئ هو الأمان هو الكيان هو الإنسان .... لقد تخلصت من قذرات الناس وأكاذيبهم – وخيانتهم – ورغم انك المهجور إلا أن الحاقدون لم يتركوك لهجرك بل وقفوا بينك وبين عطايا ربك لك .أيها البحر المهجور – انك ترى في الهجر مذمة – وارى فيه الطبيب – تنظر للهجر هجرا وكأنك تعتقد ان الهجر عيب – لا والله في زماننا هذا الهجر هو خلوة المتصوف وخلو ذاته لاستقبال ذات الله – الهجر في زماننا زهدا في حياة الترف والأنانية والنميمة – الهجر في زماننا حسنة بل وألف حسنه – الهجر في زماننا بعدا عن الأذى –