مونديال جنوب إفريقيا حمل لنا مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن ودع المنتخب البرازيلي منافسات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً، حيث كشفت هوية فرق نصف النهائي الذهبي بعد مباراتي الأمس، والتي لا أعرف نتائجهما بسبب الكتابة قبل انطلاقهما، ولكن بالطبع الفرق التي وصلت تستحق لأنها نجحت وقدمت عروضاً نالت تقدير كل المتابعين..
والعودة للقاء (الطاحونة طحنت السامبا)، حيث تفنن الزملاء في الصحافة الرياضية بهذا العنوان..في ليلة حزينة عاشها الموندياليون لأن خسارة البرازيل تعني أن الحدث يتأثر لغياب فرقة الفن والهندسة على اعتبار انها الرائدة والأولى دائماً في شعبيتها على المستوى العالمي والتصنيف الدولي للفيفا، ولكنها أيضاً ليست المرة الأولى التي تخرج فيها البرازيل، فقد سبق أن خرجت عدة مرات، كان آخرها في مونديال ألمانيا 2006.
واليوم نتذكر أبرز الخروج البرازيلي حزناً والأكثر شهرة في مونديال إسبانيا عام 82 بقيادة المدرب الكبير تلي سانتانا، يومها تأثر الناس لأنهم قدموا أحلى العروض التي ما زلنا نتذكرها ومع ذلك لم ينالوا اللقب فقد ذهب للطليان في وسط غرابة العالم كله، وهذه هي كرة القدم، وبالطبع هذا الشعور لا يقلل إطلاقاً من الفوز الهولندي المستحق، حيث سجلوا الهدف الثمين في الشوط الثاني بضربتين في الرأس توجع، واستغلوا النقص العددي للبرازيليين.
ونعتبر ما حدث للبرازيل درساً لكل لاعب مغرور من النجوم، فقد كانت خسارة دراماتيكية أمام هولندا 2/1 بعد ان كان البرازيليون متقدمين بهدف في الشوط الأول في مباراة في دور الثمانية وسجل هدفي هولندا ميلو (خطأ في مرمى منتخب بلاده) وشنايدر، وهدف البرازيل روبينيو، لا نقول سوى إن الطاحونة الهولندية غسلت وانتقمت من السامبا، وأخذت الثأر بيدها في أهم مرحلة كروية، فهل تعيدتا إلى أمجاد الكرة الشاملة التي عرفها العالم عام 74 في ألمانيا أيام الأسطورة يوهان كرويف؟.
وفي مباراة أكثر غرابة شدتنا جميعاً وأحزنتنا أيضاً، لأنني كنت متعاطفاً مع منجم الذهب (الغاني) لأنهم اضاعوا حلم التأهل التاريخي الذي كان بين أيديهم.
حيث استهتر لاعبهم في ضربة الجزاء التي جاءت في الوقت القاتل من عمر الشوط الإضافي الثاني، لينينتهي الحلم الغاني الجميل وتفرح الاوروغواي كما لم تفرح من قبل والتي صعدت بالحظ، ولا أدري إلى أين سيقودها المونديال الإفريقي فقد فازت الأوروغواي على غانا بركلات الترجيح 2/4 بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي 1/1.
وبذلك تلتقي الأوروغواي مع هولندا في قبل النهائي الثلاثاء المقبل. وبصراحة أقولها: إننا في المنطقة العربية عامة والخليجية على وجه الخصوص لا أحد يستطيع ان ينكر فضل البرازيل على اللعبة في العالم، لأنهم خرّجوا لاعبين كباراً، وسر تعاطفي مع البرازيل كحال الكثيرين في العالم الذين ظلوا يتغنوا بالسحرة ونرى أن البرازيل لها دورها في تطوير مستوى اللعبة بالمنطقة.
وساهمت في تفعيل الاهتمام وحب الناس لكرة القدم بسبب تفوقها، فقد أحضرنا المدربين البرازيليين والذين ساهموا في نقله نوعية وأصبحت لهم اسهامات كثيرة، ومع ذلك نؤمن تماماً بأن الكرة تعطي من يعطيها، وتخذل من يخذلها .. والله من وراء القصد.